موضوع عشوائي

آخر المواضيع

رسالة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة (أثناء فترة حكم المجلس العسكري)



                                     بسم الله الرحمن الرحيم
                                 رسالة إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة
السلام عليكم
أعانكم الله وسدد خطاكم ووفقكم لرفعة هذا البلد ، بينما أقلب نظري في بعض القنوات الفضائية رأيت مشهدا في قناة فضائية مصرية من فيلم مصري ، ذلكم الفيلم الذي يحكي قصة شباب ثلاثة يعانون من بعض المشاكل الاجتماعية ، فألجأتهم المعاناة إلى أن يخرجوا في رحلة للبحث عن فتاة ليل ، فلما وجدوا حاجتهم بهذه الفتاة ، قرروا أن يدفعوا من مالهم لها مقابل لحظات في الحرام ، ومنهم من وقع في أحضانها ومارس الزنا معها كما يصور الفيلم ، والفتاة تصنع حركات البغايا بوجهها بعد هذه العلاقة المحرمة ، فقلت من باب النصيحة أوجه لكم هذه الرسالة لعلها تجد آذانا مصغية وقلوبًا واعية ، وكما تعلمون الحديث الشريف «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» . مسلم (55) (1/74) ، وعن عمر بن الخطاب أنه قال (انظروا إلى القول ولا تنظروا لمن القائل( ، ورُوِيَ عن عثمان وعمر ابن الخطاب رضي الله عنهما أنهما قالا : إنَّ اللهَ لَيَزَعُ الناسَ بالسُّلطانِ مَا لا يَزَعُ بالقُرْآنِ» والمعنى كما قال الحافظ ابن كثير أَيْ : لَيَمْنَعُ بِالسُّلْطَانِ عَنِ ارْتِكَابِ الْفَوَاحِشِ وَالْآثَامِ، مَا لَا يَمْتَنِعُ كثيرٌ مِنَ النَّاسِ بِالْقُرْآنِ، وَمَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ الْأَكِيدِ، وَالتَّهْدِيدِ الشَّدِيدِ، وَهَذَا هُوَ الْوَاقِعُ .
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ... » رواه البخاري ومسلم .
وبعد ... فمهما طالت مدة حكمكم البلاد أو قصرت فالمسئولية على أعتاقكم ، وسيسألكم الله تعالى عنها أحفظتم أم ضيّعتم ، هذه توصيات أرجو أن تروها بعين الاعتبار :-
1- ضرورة حجب المواد الإباحية - من أفلام أو أغاني أو مسرحيات أو مسلسلات تدعو إلى الرذيلة والعشق والعلاقات المحرمة أو تخالف الشريعة الإسلامية بوجه من الوجوه - من القنوات الفضائية ، ومن الشبكة الدولية للمعلومات (الإنترنت) ، وهناك بعض الدول قامت بهذا الحجب ، وهذه التقنية متاحة بفضل الله ، ويعرفها الخبراء في هذه المجالات .
2- ضرورة وضع رقابة دينية من علماء الأزهر الشريف ودار العلوم على المواد المعروضة سواء كانت مرئية أو مسموعة أو مقروءة .
3- ضرورة إلغاء تراخيص الكباريهات والمراقص الليلية التي تصدر الفاحشة في ثوب جميل معاصر ، ومثال ذلك شارع الهرم ، ولا يخفى عليكم ما فيه من محرمات .
4- ضرورة إيقاف تصنيع الخمر تحت أي مسمى كان ، وفي الحديث «لَعَنَ اللَّهُ الْخَمْرَ، وَشَارِبَهَا، وَسَاقِيَهَا، وَبَائِعَهَا، وَمُبْتَاعَهَا، وَعَاصِرَهَا، وَمُعْتَصِرَهَا، وَحَامِلَهَا، وَالْمَحْمُولَةَ إِلَيْهِ» . صحيح ، رواه أبو داود وغيره .
5- ضرورة إيقاف تصنيع الدخان والسجائر تحت أي مسمى كان ، وهناك إحصائية عالمية بأن الشعب المصري ينفق 4  مليارات جنيه سنويا  على السجائر . (نقلا عن إحصائية نيلسن العالمية لبحوث السوق – مؤتمر 2009) ، وقد أجمع الأطباء والعلماء على الضرر العام والخاص الناتج عن هذه المواد ، والقاعدة الفقهية تقول : لا ضرر ولا ضرار .
6- ضرورة التعاون مع وزارة الداخلية على مهاجمة أوكار المجرمين وبائعي الحشيش وغيرهم ، وفي إحصاء وزارة الداخلية عدد البلطجية 92 ألف و680 بلطجيًا .
7- ضرورة تعاون المؤسسة الدينية في الدولة مع الجماعات الإسلامية لبث الوازع الديني عند الشباب والصغار والكبار في الجامعات والمدارس والمساجد والأسواق .
8- ضرورة تكثيف وزيادة ساعات المناهج الدينية (إسلامية ومسيحية) في المدارس والجامعات ، مع إضافة درجاتها للمجموع رسميا .
9- تخصيص صندوق لجمع أموال الزكاة تحت إشراف المشهود لهم بالأمانة ؛ لدعم المرضى والفقراء ومحدودي الدخل وغيرهم ، ومن ثَمّ تذهب الزكاة إلى مصارفها الشرعية ، قال الله تعالى : إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ . (التوبة : 60) .
10- ضرورة اجتماع المؤسسة الدينية مع قساوسة الكنائس المصرية في اجتماعات دورية ؛ لتوحيد الصف ، ومناقشة قضايا الوطن ، والسعي إلى إعطاء المسيحيين حقوقهم المشروعة بسهولة ويسر .
هذا ، وأشكر لكم قراءة هذه التوصيات ، وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه ، وأعانكم الله على ما تتحملون من مسئوليات وأعباء . إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ .                                                                              ناصح أمين

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©