موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة الردود العلمية 6- الرد على من زعم بطلان ما في منظومة الشيخ عابد الخروصي (من أشراط الساعة)

 بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
راسلني أحد الإخوة الفضلاء بهذا الفيديو :
رابط الفيديو : https://www.youtube.com/watch?v=hmrKa37WM-8

وكما يظهر الشيخ المسن يخاطب شخصًا من سلطنة عُمَان ، فلم أتعجب مما قال لورود ما ذكر إجمالا في أحاديث صحيحة بدلالات صريحة أو إشارية ، ثم فوجئت ببعض الناس يكذبون ما في الفيديو ويزعمون كذب المنظومة ونسجها لإدعاء ورود ما فيها في السنة النبوية ؛ لبيان مصداقيتها ، فقلت - وبالله التوفيق - بدايةً وبين يدي المنظومة ليس معنى ركاكة المنظومة وما فيها من الأخطاء النحوية أو أخطاء إلقائها أنها خرافة أو أسطورة كما سأوضح .

أولا : متن الأرجوزة :

وَفَي آخِرِ الزَّمَانِ تَظْهَرْ عَجَائِبٌ ..... مِنَ الْفِسْقِ وَالطُّغْيَانِ وَالْجَوْرِ وَالْغِنَا
َسَتَظْهَرْ أُمُورٌ هَائِلَات عَظِيمَةٌ..... فَمَـــا بَعْدَهَا إِلا الْقِيَامَةُ تَأْتِنَا

فَتَظْهَرْ طُيُورٌ طَائِرَاتٌ إِلَى الْهَوَاءِ ..... لِيَعْبُرُوا فِيهَا النَّاسُ فِي كُلِّ مَوْطِنَا

وَتَظْهَرْ دَوَابٌّ مُسْرِعَاتٌ بِسُرْعَةٍ ..... فَسُرْعَتُهَا كَالرِّيحِ تَقْصِي الأَمَاكِنَا

وَبَعْضٌ مِنَ الأَعْوَامِ تَفُورُ جَهَنَّمُ ..... بِبَلْدَةِ بَغْدَادٍ سَتَذْهَبْ بِالْفِنَا

وَيُهْدَمُ ذَا بَيْتُ الْمَقْدِسِ كُلُّهُ ...... فَلَمْ يَبْقَ لَهُ أَثَرٌ عَلَى وَجْهِ أَرْضِنَا

وَيُكْثُرُ تِلْكَ النَّسْلُ لا يُحْصَى عَدُّهُ ..... يَمُوتُ كَمِثْلِ الذَّرِّ عَلَى وَجْهِ أَرْضِنَا

وَتَظْهَرْ حُرُوبٌ هَائِلَات عَظِيمَةٌ ...... فَتَبْقَى النِّسَاءُ حَائِرَاتٌ بِلَا عَنَا

وَخَمْسُونَ مِنْهُنَّ يَلُذْنَ بِوَاحِدٍ ...... تَقُولُ لَهُ يَا صَاحِبَ الْخَيْرِ احْمِنَا

فَوَيْلٌ لِأَهْلِ الشَّامِ يَا وَيْلَ وَيْلِهِمْ ..... فَيَبْكُوا بِمَا يُبْكُو مِنَ الذُّلِّ وَالْحَزَنَا

يَحِلُّ لَهُمْ حَرْبٌ عَظِيمٌ مُدَمِّرًا ...... فَضَرْبَاتُهُ كَالرَّعْدِ تَهْتَزُّ أَرْضُنَا (1)

مقدمة في بحر الرَّجَزِ الذي نُظِمَت عليه الأُرْجُوزَة
هذه المنظومة من بحر الرجز ، وهو من أسهل البحور لسهولة النظم عليه واقترابه من النثر ، وسمي بذلك أخذًا من قول العرب ناقة رَجْزَاءُ أي ترتعش عند قيامها لضعف أو داء بها ، وهو ما يشبه اضطراب أوزان هذا البحر ، وضابطه كما قال صفي الدين الحِلِّي : فِي أَبْحُرِ الْأَرْجَازِ بَحْرٌ يَسْهُلُ  .... مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
وهو من البحور البسيطة ذات التفعيلة الواحدة المكررة ، وتفعيلته (مُسْتَفْعِلُنْ) تتكون من سببين خفيفين ثم وتد مجموع (/0/0//0) ، وأجاز الشعراء تغيير قافية كل بيت من أبياته بشرط التعويض عن ذلك بالتصريع (2) .
صور بحر الرجز
1- عروض تامة صحيحة وضَرب تام صحيح .
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ  ..... مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ
2- عروض تامة صحيحة وضَرب تام مقطوع .
مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ .. مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلْ
3-عروض مجزوءة صحيحة ولها ضَرب صحيح مثلها : 
 مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ  ...... مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ .
4- الرجز المشطور (ذهاب نصف البيت) ، وفيه العروض هو الضَّرب :
 مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ .
5- الرجز المنهوك (ذهاب ثلثي البيت وبقاء تفعيلتين فقط) ،وفيه العروض هو الضَّرب:مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ.
يدخل هذا البحر زحافان وعلة ، والزحاف تغير في شكل تفعيلات العروض (آخر الشطرة الأولى) ، والضَّرب (آخر الشطرة الثانية) ، والعلّة تغير في شكل تفعيلات الحشو (وسط الشطرتين) :
الزحاف الأول (الخبن) : وهو حذف الثاني الساكن (مُسْتَفْعِلُنْ) تتحول إلى (.. مُتَفْعِلُنْ) .
الزحاف الثاني (الطي) : وهو حذف الرابع الساكن (مُسْتَفْعِلُنْ) تتحول إلى (.. مُسْتَعِلُنْ) .
أو أن يجتمع الأول مع الثاني الخبن مع الطي ، وهو ما يسمى بالخبل ، ويكون بحذف الساكنين الثاني والرابع .. (مُسْتَفْعِلُنْ) تتحول إلى : (مُتَعِلُنْ) . وأما العلة فهي القطع : وهو حذف ساكن الوتد المجموع (3) وتسكين ما قبله : (مُسْتَفْعِلُنْ) تتحول إلى (مُسْتَفْعِلْ) ، ويلاحظ أن الناظم رحمه الله درج - في هذه الأرجوزة - على الصورتين : الأولى والثانية ، وفي بعض الأبيات يأتي العروض مقطوعًا ، وقد أجازه بعض العروضيين كما ذكر الدماميني رحمه الله في "شرح الرامزة" ، ثم قال : "ولقائلٍ أن يقول إن كل شطرين من ذلك شعرٌ على حدته، إلا أنه لا يسمى قصيدةً حتى ينتهي إلى سبعة أشطار فما زاد . قلت: الذي يظهر لي في هذا أن يجعل كلّ شطرين من ذلك شعراً على حدته، ولا يجعل ذلك كله قصيدةً واحدة وإنْ تجاوزت الأبيات سبعةً، لأنهم لا يلتزمون إجراءها على روي واحد ولا على حركة واحدة، بل يجمعون فيها بين الحروف المختلفة المخارج بالقرب والبعد والحركات الثلاث، لا يتحاشون ذلك ولا اختلاف أوزان الضرب ، وإنما يلتزمون ذلك في كلّ شطرين، فلو جعلنا الكلّ قصيدة واحدة للزم وجود الإكفاء والإجازة والإقواء والإصراف في القصيدة الواحدة ، وتكررُ ذلك فيها، وتلك عيوبٌ يجب اجتنابها، وهم لا يعدون مثل ذلك في هذه الأراجيز عيبًا ، ولا تجد نكيراً لذلك من العلماء ، فدلّ على ما قلناه." (العيون الغامزة - 1/64) .
وقد عاب بعض العروضيين على قافية الأرجوزة بعض الأمور الهامة ، منها :
1- حذف بعض الحركات والحروف ؛ ومثال حذف الحركات قوله : تَظْهَرْ ،  َسَتَظْهَرْ ،
فَتَظْهَرْ ، وَتَظْهَرْ ، ستذهبْ فحذف علامة رفع الفاعل ، وهي الضمة ، وقد أجاز ذلك ونحوه بعض العروضين كما ذكر سيبويه في كتابه ، ومنه قول الأقيشر (وينسب للفرزدق) :
رُحْتِ وفي رجْليْكِ ما فيهما ... وقد بَدَا (هَنْكِ) مِنَ المئزَرِ (الكتاب -4/202) .
وقال السيوطي "اخْتلف فِي جَوَاز حذف الْحَرَكَة الظَّاهِرَة من الْأَسْمَاء وَالْأَفْعَال الصَّحِيحَة على أَقْوَال أَحدهَا الْجَوَاز مُطلقًا وَعَلِيهِ ابْن مَالك وَقَالَ إِن أَبَا عَمْرو حَكَاهُ عَن لُغَة تَمِيم وَخرج عَلَيْهِ قِرَاءَة {وبعولتهن أَحَق} الْبَقَرَة 228 بِسُكُون التَّاء و {رسلنَا} الْمَائِدَة 32 بِسُكُون اللَّام {فتوبوا إِلَى بارئكم} الْبَقَرَة 54 {وَمَكْرَ السَّيئْ} فاطر 43 {وَمَا يشعرْكم} الْأَنْعَام 109 و {يَأْمُرْكُمْ} الْبَقَرَة 67 بِسُكُون أواخرها." (همع الهوامع للسيوطي 1/216) ، ومثال حذف بعض الحروف (كالياء) قوله :   تَأْتِنَا وكحذف النون من ( فَيَبْكُوا بِمَا يُبْكُو أي بما يُمْطَرون من العذاب ، وقد أجاز ذلك بعض النحاة للضرورة .
، ومثال حذف الهمز من آخر الممدود (قصر المدود) قوله : (عَنَا) وهو العَنَاء ، وهذا جائز للضرورة عند جمهور النحاة إلا الفراء فقد أجازه بشرط أن لا يقتضي القياس مده ، وهو مردود بقول الأقيشر (وينسب للفرزدق)  : 
فأنتِ إذْ باكرْتِ مشمولةً ... صَفْرَا كلونِ الفرَسِ الأشقرِ ، (ورويت : صهباءَ وحمراءَ وصفراءَ) .

2- "سِنَادُ التَّوْجِيهِ" (4) ، وهو اختلاف حركة ما قبل الرَّوِيِّ. المقيد (الساكن) ، لكن يغتفر هذا للمولدين (المتأخرين) ؛ لوقوعها كثيرا في شعر المتقدمين ، وقد أجاز ذلك الأخفش وغيره .
ومثال ذلك من قول الناظم رحمه الله : (مُدَمِّرًا ... أَرْضُنَا) ، والأصل في الصنعة أن تكون (مُدَمِّرًا ... أَرْضِنَا) .


ثانيًا : متى صُنفت الأرجوزة ؟

 أخطأ الشيخ المسن فقال نظمها سنة 550 هـ ، وبالبحث وجدنا أن المنظومة منسوبة للشيخ عابد بن ماجد بن سالم بن محمد بن ناصر بن خميس الخروصي من أهالي ستال بوادي بني خروص ببلد العوابي بسلطنة عُمَان ، والظاهر أنه إباضي ، ولا ضير لأنهم يصدقون بأحاديث أهل السنة إجمالا ، وقد ذكر بعض الإخوة أنه  مات تقريبا من سنة 1380 : 1390 تقريبا ، كما ذكر بعض المشاركين ، مع العلم أن الشيخ عابد المقصود هنا هو جد  القاضي عبد الله بن محمد بن علي الخروصي  لأمه - وهي ابنة عم أبيه وتلتقي مع أبيه في جدها ناصر بن خميس (5) - ، وذلك القاضي عبد الله حفيد الشيخ عابد ولد 1320 تقريبًا ، وتوفي 1420 هـ ، وبناءً على هذا الافتراض يكون الشيخ عابد قد عاش ما لا يقل عن مائة سنة ليتزوج وينجب بنتا تتزوج ، ويكون نظمه للمنظومة وهو في آخر عمره ، فالذي نرجحه بغلبة الظن أن الشيخ عابد الخروصي كان حيا ونظم المنظومة شابًا 1250 هـ ومات 1300 هـ ، وهو ما توهم به المسن 550 هـ ، كما وجدنا شاعرًا معاصرًا يسمى بصالح بن عابد الخروصي ، ولعله حفيد الشيخ عابد ، وبغض النظر عن مولد الناظم حتى وإن كان مدركًا للطائرات وغيرها فإن المنظومة اشتملت على دلائل للنبوة ثابتة في أحاديث صحيحة .

ثالثًا : دلائل النبوة المذكورة في المنظومة .

 ثبت أكثر ما ذكر في المنظومة في السنة الصحيحة للنبي المعصوم صلى الله عليه وسلم، سأذكر البيت ، وتحته الأحاديث الصحيحة الدالة على تلك المعاني .
1-وَفَي آخِرِ الزَّمَانِ تَظْهَرْ عَجَائِبٌ ..... مِنَ الْفِسْقِ وَالطُّغْيَانِ وَالْجَوْرِ وَالْغِنَا 
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ((مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يَقِلَّ العِلْمُ، وَيَظْهَرَ الجَهْلُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا، وَتَكْثُرَ النِّسَاءُ، وَيَقِلَّ الرِّجَالُ، حَتَّى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً القَيِّمُ الوَاحِدُ)).(6)
وفي حديث آخر : ((إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ: أَنْ يُرْفَعَ العِلْمُ وَيَثْبُتَ الجَهْلُ، وَيُشْرَبَ الخَمْرُ، وَيَظْهَرَ الزِّنَا)) .(7)
وقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : ((لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ، يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ، دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ، وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ، قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِينَ، كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللَّهِ، وَحَتَّى يُقْبَضَ العِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلاَزِلُ، وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، وَتَظْهَرَ الفِتَنُ، وَيَكْثُرَ الهَرْجُ: وَهُوَ القَتْلُ، وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمُ المَالُ فَيَفِيضَ حَتَّى يُهِمَّ رَبَّ المَالِ مَنْ يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ، وَحَتَّى يَعْرِضَهُ عَلَيْهِ، فَيَقُولَ الَّذِي يَعْرِضُهُ عَلَيْهِ: لاَ أَرَبَ لِي بِهِ، وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي البُنْيَانِ، وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فَيَقُولُ: يَا لَيْتَنِي مَكَانَهُ، وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا، فَإِذَا طَلَعَتْ وَرَآهَا النَّاسُ - يَعْنِي آمَنُوا - أَجْمَعُونَ، فَذَلِكَ حِينَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ، أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلاَنِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا، فَلاَ يَتَبَايَعَانِهِ وَلاَ يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدِ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلاَ يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يُلِيطُ حَوْضَهُ فَلاَ يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلاَ يَطْعَمُهَا)).(8)
وفي رواية: ((يَتَقَارَبُ الزَّمَانُ، وَيَنْقُصُ العَمَلُ، وَيُلْقَى الشُّحُّ، وَيَكْثُرُ الهَرْجُ» قَالُوا: وَمَا الهَرْجُ؟ قَالَ: «القَتْلُ القَتْلُ)).(9) 

وقال - صلى الله عليه وسلم - : ((لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ، يَسْتَحِلُّونَ الحِرَ وَالحَرِيرَ، وَالخَمْرَ وَالمَعَازِفَ، وَلَيَنْزِلَنَّ أَقْوَامٌ إِلَى جَنْبِ عَلَمٍ، يَرُوحُ عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ، يَأْتِيهِمْ - يَعْنِي الفَقِيرَ - لِحَاجَةٍ فَيَقُولُونَ: ارْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا، فَيُبَيِّتُهُمُ اللَّهُ، وَيَضَعُ العَلَمَ، وَيَمْسَخُ آخَرِينَ قِرَدَةً وَخَنَازِيرَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ)). (10)

2- َسَتَظْهَرْ أُمُورٌ هَائِلَات عَظِيمَةٌ..... فَمَـــا بَعْدَهَا إِلا الْقِيَامَةُ تَأْتِنَا 
قال الله - تعالى - : (( يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)) (الأعراف 187) ، فلا يملك أحد أن يضع وقتًا معينا لقيام الساعة ، لكن الإمام السيوطي - (ت 911 هـ) رحمه الله - تأمل في عدد من الأدلة ووصل في النهاية إلى أن عمر أمة محمد - صلى الله عليه وسلم لا يزيد عن 1500 سنة  في رسالة "الكشف في مجاوزة هذه الأمة الألف" (11)
 ونحن لا نجزم بصحة ما قاله السيوطي ، ولكن الذي نقطع به أن الساعة قد اقتربت أكثر من قربها في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وليس أدل على ذلك من وقوع معظم العلامات الصغرى ، وقد ذكرت منها طرفًا في كتابي "إرشاد الخلق إلى نور التوحيد ودين الحق" و"نور اليقين" فليراجعهما من شاء . (12)
3-فَتَظْهَرْ طُيُورٌ طَائِرَاتٌ إِلَى الْهَوَاءِ ..... لِيَعْبُرُوا فِيهَا النَّاسُ فِي كُلِّ مَوْطِنَا
4- وَتَظْهَرْ دَوَابٌّ مُسْرِعَاتٌ بِسُرْعَةٍ ..... فَسُرْعَتُهَا كَالرِّيحِ تَقْصِي الأَمَاكِنَا
قال الله - سبحانه وتعالى - : ((وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)) (النحل 8) ، فالله - عز وجل - خلق فكرة الطيران في عقل مبتكري الطيران (13) وكل وسائل النقل الحديثة ما هي إلا محاكاة للحيوانات والطيور في كيفية تحركها ، ولا أعرف آية أدل على الطيران وغزو الفضاء من قوله - تعالى - : ((وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ)) (العنكبوت 22) وهو الموضع الوحيد الذي ينفي الإعجاز ((في السماء)) ، ما معنى أن يخاطب الله قوما لا يعرفون شيئا عن السماء أكثر من لونها وسحبها بأنهم ليسوا معجزين في السماء إلا أنه سيأتي قوم يتخذون السماء طرقًا لنقل البشر والبضائع ، بل والأسلحة ، ويظل المسافر في الطائرة يومًا كاملًا تقريبًا . (14)
فيركب المرء الطائرة ويأكل ويشرب ويشاهد التلفزة وينام وكأنه في بيته على الأرض ، ثم يستيقظ فإذا هو ببلاد ، لو أراد قطع المسافات إليها بالدواب القديمة لاستغرق سنتين أو أكثر ، ومما يدل على ترك الدواب القديمة مطلقًا ومن ثَمَّ الاعتماد على وسائل مواصلات حديثة قول النبي - صلى الله عليه وسلم - :  ((وَلَتُتْرَكَنَّ الْقِلَاصُ فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا)).(15)
وأصرح من ذلك قوله - صلى الله عليه وسلم - :  " سَيَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي رِجَالٌ يَرْكَبُونَ عَلَى سُرُوجٍ، كَأَشْبَاهِ الرِّحَالِ، يَنْزِلُونَ عَلَى أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ ، نِسَاؤُهُمْ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، عَلَى رُءُوسِهِمْ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْعِجَافِ...الحديث" (16)

ثم تأمل في تقارب الزمان المذكور سابقًا ، فقد جاء مفسرًا في أحاديث أخرى : 
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَتَقَارَبَ الزَّمَانُ، فَتَكُونَ السَّنَةُ كَالشَّهْرِ، وَيَكُونَ الشَّهْرُ كَالْجُمُعَةِ، وَتَكُونَ الْجُمُعَةُ كَالْيَوْمِ، وَيَكُونَ الْيَوْمُ كَالسَّاعَةِ، وَتَكُونَ السَّاعَةُ كَاحْتِرَاقِ السَّعَفَةِ الْخُوصَةُ " . (17)
وهو تقارب حسي كما قال ابن أبي جمرة ومن وافقه ، أو معنوي كما قال الشيخ ابن باز : في تعليقه على فتح الباري (2/522) : التقارب المذكور في الحديث يُفسّر بما وقع في هذا العصر من تقارب ما بين المدن والأقاليم وقِصر المسافة بينها بسبب اختراع الطائرات والسيارات والإذاعة وما إلى ذلك ، والله أعلم اهـ . 
ومنهم من فسره بذهاب البركة كالنووي وابن حجر أو تقارب الناس في قلة الدين كما قال ابن بَطَّال (18) ، ولا تعارض بين هذه الأقوال جميعا ، والذي أراه - والله أعلم - أن كل الوسائل التقنية الحديثة اختصرت الأوقات والمسافات بل والأعمار ، فبفضل الله ثم بها يتمكن الطالب والعالم في أيام من تحصيل آلاف المعلومات وقطع آلاف الكيلو مترات ليصل لمطلوبه دون مشقة ويحصل ملايين الحسنات ، ولو كان في العصور الأولى لاحتاج أن يحيى ألفي سنة ليحقق ما يحققه في هذه العصور المتأخرة ، بينما يغفل الكفار والمجرمون عن تلك النعم فتمر بهم الأيام بلا فائدة ، فالتقارب الزمني بركة على المؤمنين ونقمة على الكافرين والمجرمين ، والله أعلم . 
 5- وَبَعْضٌ مِنَ الأَعْوَامِ تَفُورُ جَهَنَّمُ ..... بِبَلْدَةِ بَغْدَادٍ سَتَذْهَبْ بِالْفِنَا
إن كان معنى فوران جهنم ببغداد أي الفتن الواقعة هناك عموما فهذا صحيح ، كما في حديث ابْنِ عُمَرَ، قَالَ : «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا، وَفِي يَمَنِنَا» قَالَ: قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: قَالَ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لَنَا فِي شَامِنَا وَفِي يَمَنِنَا» قَالَ: قَالُوا: وَفِي نَجْدِنَا؟ قَالَ: قَالَ: «هُنَاكَ الزَّلاَزِلُ وَالفِتَنُ، وَبِهَا يَطْلُعُ قَرْنُ الشَّيْطَانِ» . (19)
ومن العجيب ذكر العراق مع الشام في الحديث الآخر :
عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ فَقَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ قَفِيزٌ وَلَا دِرْهَمٌ، قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ، يَمْنَعُونَ ذَاكَ، ثُمَّ قَالَ: يُوشِكُ أَهْلُ الشَّأْمِ أَنْ لَا يُجْبَى إِلَيْهِمْ دِينَارٌ وَلَا مُدْيٌ، قُلْنَا: مِنْ أَيْنَ ذَاكَ؟ قَالَ: مِنْ قِبَلِ الرُّومِ، ثُمَّ سَكَتَ هُنَيَّةً، ثُمَّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَكُونُ فِي آخِرِ أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا، لَا يَعُدُّهُ عَدَدًا» قَالَ قُلْتُ لِأَبِي نَضْرَةَ وَأَبِي الْعَلَاءِ: أَتَرَيَانِ أَنَّهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ فَقَالَا: لَا. (20)
 وأما ذكر اسم بغداد تحديدًا فلا يصح في حديث على حد علمي ، والله أعلم ، ولعل الشيخ يقصد حديث السفياني :
إذا عبَر السُّفيانِيُّ الفُراتَ ، وبلَغ مَوضِعًا يُقالُ له عَاقِرْقُوفَا ، مَحا اللهُ الإيمانَ مِن قلبِه ، فيَقتُلُ بها إلى نَهَرٍ يُقالُ له: الدُّجَيلُ سبعينَ ألفًا مُتَقَلِّدِينَ سُيوفًا مُحَلاةً ، وما سِواهم أكثَرُ منهم ، فيَظهَرونَ على بيتِ الذهَبِ فيَقتُلونَ المُقاتِلَةَ والأبطالَ ويَبقُرونَ بُطونَ النِّساءِ يَقولونَ: لعلَّها حُبلَى بغُلامٍ ، وتَستَغيثُ نِسوَةٌ مِن قُرَيشٍ على شاطِئِ دِجلَةَ إلى المارَّةِ مِن أهلِ السُّفُنِ يَطلُبنَ إليهِم أنْ يَحمِلوهُنَّ حتى يُلقوهُنَّ إلى الناسِ فلا يَحمِلوهُنَّ بُغضًا ببني هاشِمٍ ، فلا تُبغِضوا بني هاشِمٍ فإنَّ منهم نبيَّ الرحمةِ ومنهمُ الطيَّارُ في الجنَّةِ ، فأمَّا النِّساءُ فإذا جَنَّهُنَّ الليلُ أَوَينَ إلى أَغوَرِها مَكانًا مَخافَةَ الفُسَّاقِ ، ثم يَأتِيهِمُ المَدَدُ منَ البَصرَةِ حتى يَستَنقِذوا ما معَ السُّفيانِيِّ مِنَ الذَّرارِي والنساءِ مِن بَغدادَ والكُوفَةِ ، يخرج السُّفْيَانِيّ حتى ينزِلَ دمشقَ ، فيبعثُ جيشينِ إلى المدينة خمسةَ عشرَ ألفا ينْتَهبونَ المدينةَ ثلاثةَ أيامٍ ولياليهنّ ، ثم يسيرونَ متوجّهينَ إلى مكةَ وذكرَ الحديث ، وقال : ثم يسيرُ جيشهُ الآخر في ثلاثينَ ألفا وعليهم رجلٌ من كَلْبٍ حتى يأتوا بَغْدادَ ، فيقْتُلونَ بها ثلاثمائة كبشٍ من ولدِ العباسِ ، ويبْقُرون بها ثلاثمائةِ امرأةٍ ، قال ثوبان : فسمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول : وذلك بما قدّمتْ أَيديهِمْ وَمَا اللهُ بِظلّام للعبيدِ ، فيقتلونَ ببغدادَ أكثرَ من خمسمائةِ ألفٍ . وقد رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (64 ، 65 / 1) وقال : واهي الإسناد لا يثبت به حجة، متنه غير محفوظ .
6- وَيُهْدَمُ ذَا بَيْتُ الْمَقْدِسِ كُلُّهُ ...... فَلَمْ يَبْقَ لَهُ أَثَرٌ عَلَى وَجْهِ أَرْضِنَا 
وقد اختلف أهل العلم في شأن خراب بيت المقدس قبل قيام الساعة ، والذي نرجحه ثبوت ذلك ؛ لسببين ، الأول : ما ورد ذلك في حديث مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : ((عُمْرَانُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ خَرَابُ يَثْرِبَ وَخَرَابُ يَثْرِبَ خُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ وَخُرُوجُ الْمَلْحَمَةِ فَتْحُ قُسْطَنْطِينِيَّةَ وَفَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ خُرُوجُ الدَّجَّالِ ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى فَخِذِ الَّذِي حَدَّثَهُ أَوْ مَنْكِبِهِ ثُمَّ قَالَ إِنَّ هَذَا لَحَقٌّ كَمَا أَنَّكَ هَاهُنَا أَوْ كَمَا أَنَّكَ قَاعِدٌ يَعْنِي مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ)) . (21) وهذا يقتضي خراب المسجد الأقصى ، كما شاهدنا حفريات اليهود المجرمين أسفل المسجد الأقصى - حماه الله من مكرهم - .
الثاني : لثبوت خراب البيت الحرام ، كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ -  رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : «يُخَرِّبُ الكَعْبَةَ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الحَبَشَةِ» . (22) وبيت المقدس من باب أولى . 
7- وَيُكْثُرُ تِلْكَ النَّسْلُ لا يُحْصَى عَدُّهُ ..... يَمُوتُ كَمِثْلِ الذَّرِّ عَلَى وَجْهِ أَرْضِنَا
أما كثرة نسل هذه الأمة فهو ثابت في أحاديث كثيرة ، منها :
 ما رواه ثَوْبَانَ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُوشِكُ الْأُمَمُ أَنْ تَدَاعَى عَلَيْكُمْ كَمَا تَدَاعَى الْأَكَلَةُ إِلَى قَصْعَتِهَا» ، فَقَالَ قَائِلٌ: وَمِنْ قِلَّةٍ نَحْنُ يَوْمَئِذٍ؟ قَالَ: «بَلْ أَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ كَثِيرٌ، وَلَكِنَّكُمْ غُثَاءٌ كَغُثَاءِ السَّيْلِ، وَلَيَنْزَعَنَّ اللَّهُ مِنْ صُدُورِ عَدُوِّكُمُ الْمَهَابَةَ مِنْكُمْ، وَلَيَقْذِفَنَّ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمُ الْوَهْنَ» ، فَقَالَ قَائِلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا الْوَهْنُ؟ قَالَ: «حُبُّ الدُّنْيَا، وَكَرَاهِيَةُ الْمَوْتِ» . (23)
وما رواه  أَبو أُمَامَةَ الْبَاهِلِيَّ ، قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «وَعَدَنِي رَبِّي سُبْحَانَهُ أَنْ يُدْخِلَ الْجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِي سَبْعِينَ أَلْفًا، لَا حِسَابَ عَلَيْهِمْ، وَلَا عَذَابَ، مَعَ كُلِّ أَلْفٍ سَبْعُونَ أَلْفًا، وَثَلَاثُ حَثَيَاتٍ مِنْ حَثَيَاتِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ» . (24) 
وأما كثرة القتل فمنه :
قول النَّبِيّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : «أَخَافُ عَلَيْكُمُ الْهَرْجَ» ، قَالُوا: وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الْقَتْلُ» ، قَالُوا: وَأَكْثَرُ مِمَّا نَقْتُلُ الْيَوْمَ، إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْيَوْمِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا وَكَذَا؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَيْسَ قَتْلَ الْمُشْرِكِينَ، وَلَكِنْ قَتْلَ بَعْضِكُمْ بَعْضًا» ، قَالُوا: وَفِينَا كِتَابُ اللَّهِ؟ قَالَ: «وَفِيكُمْ كِتَابُ اللَّهِ» ، قَالُوا: وَمَعَنَا عُقُولُنَا؟ قَالَ: «إِنَّهُ تُنْتَزَعُ عُقُولُ عَامَّةِ ذَاكُمُ الزَّمَانِ، وَيُخْلَفُ لَهَا هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ» .(25) ، وعن عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ وَهُوَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ، فَقَالَ: " اعْدُدْ سِتًّا بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ: مَوْتِي، ثُمَّ فَتْحُ بَيْتِ المَقْدِسِ، ثُمَّ مُوْتَانٌ يَأْخُذُ فِيكُمْ كَقُعَاصِ الغَنَمِ، ثُمَّ اسْتِفَاضَةُ المَالِ حَتَّى يُعْطَى الرَّجُلُ مِائَةَ دِينَارٍ فَيَظَلُّ سَاخِطًا، ثُمَّ فِتْنَةٌ لاَ يَبْقَى بَيْتٌ مِنَ العَرَبِ إِلَّا دَخَلَتْهُ، ثُمَّ هُدْنَةٌ تَكُونُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ بَنِي الأَصْفَرِ، فَيَغْدِرُونَ فَيَأْتُونَكُمْ تَحْتَ ثَمَانِينَ غَايَةً، تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا " (26) 

8- وَتَظْهَرْ حُرُوبٌ هَائِلَات عَظِيمَةٌ ...... فَتَبْقَى النِّسَاءُ حَائِرَاتٌ بِلَا عَنَا
9- وَخَمْسُونَ مِنْهُنَّ يَلُذْنَ بِوَاحِدٍ ...... تَقُولُ لَهُ يَا صَاحِبَ الْخَيْرِ احْمِنَا
 

  أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بحروب كثيرة بين يدي الساعة ، منها ما تم ومنها ما سيتم ، أذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
  قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : «إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا يَنْتَعِلُونَ نِعَالَ الشَّعَرِ، وَإِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُقَاتِلُوا قَوْمًا عِرَاضَ الوُجُوهِ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ المَجَانُّ المُطْرَقَةُ» (27) وهم التُّرْك .
قال رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -  : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُقَاتِلَ الْمُسْلِمُونَ الْيَهُودَ، فَيَقْتُلُهُمُ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى يَخْتَبِئَ الْيَهُودِيُّ مِنْ وَرَاءِ الْحَجَرِ وَالشَّجَرِ، فَيَقُولُ الْحَجَرُ أَوِ الشَّجَرُ: يَا مُسْلِمُ يَا عَبْدَ اللهِ هَذَا يَهُودِيٌّ خَلْفِي، فَتَعَالَ فَاقْتُلْهُ، إِلَّا الْغَرْقَدَ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرِ الْيَهُودِ " . (28)
قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالْأَعْمَاقِ أَوْ بِدَابِقٍ، فَيَخْرُجُ إِلَيْهِمْ جَيْشٌ مِنَ الْمَدِينَةِ، مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الْأَرْضِ يَوْمَئِذٍ، فَإِذَا تَصَافُّوا، قَالَتِ الرُّومُ: خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ: لَا، وَاللهِ لَا نُخَلِّي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا، فَيُقَاتِلُونَهُمْ، فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لَا يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا، وَيُقْتَلُ ثُلُثُهُمْ، أَفْضَلُ الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ، وَيَفْتَتِحُ الثُّلُثُ، لَا يُفْتَنُونَ أَبَدًا فَيَفْتَتِحُونَ قُسْطَنْطِينِيَّةَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ، قَدْ عَلَّقُوا سُيُوفَهُمْ بِالزَّيْتُونِ، إِذْ صَاحَ فِيهِمِ الشَّيْطَانُ: إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ، فَيَخْرُجُونَ، وَذَلِكَ بَاطِلٌ، فَإِذَا جَاءُوا الشَّأْمَ خَرَجَ، فَبَيْنَمَا هُمْ يُعِدُّونَ لِلْقِتَالِ، يُسَوُّونَ الصُّفُوفَ، إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَأَمَّهُمْ، فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ، ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ، فَلَوْ تَرَكَهُ لَانْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللهُ بِيَدِهِ، فَيُرِيهِمْ دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ " . (29)
ونرى - والله أعلم - أن الحديث يحتمل أمرين : الأول إثبات إعادة فتح
قُسْطَنْطِينِيَّةَ مرة ثانية بعد سيطرة الروم عليها ؛ لأمرين : الأول : أن ظهور نبي الله المسيح عيسى - صلى الله عليه وسلم - وخروج المسيح الدجال سيكون تبعا لفتح قُسْطَنْطِينِيَّةَ كما في الحديث السابق ، الثاني : أن فتح رومة سيكون بعد فتح قسطنطينية ، وقد سبق فتح الثانية دون الأولى كما بشر بذلك الحبيب - صلى الله عليه وسلم - فعن أَبي قَبِيلٍ، قَالَ: كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي، وَسُئِلَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَدَعَا عَبْدُ اللهِ بِصُنْدُوقٍ لَهُ حَلَقٌ ، قَالَ: فَأَخْرَجَ مِنْهُ كِتَابًا، قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: بَيْنَمَا نَحْنُ حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَكْتُبُ، إِذْ سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلًا: قُسْطَنْطِينِيَّةُ  أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- : " مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلًا " يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ . (30)
 والاحتمال الثاني : أن يكون الكلام في الحديث من باب الانتقال المتراخي من زمان لزمان آخر ، كما في قوله - تعالى - : ((هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ * فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحًا جَعَلَا لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ * أَيُشْرِكُونَ مَا لَا يَخْلُقُ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ)) (الأعراف 189 : 191) 
"«جعلا له شركاء» عائد إلى النفس وزوجه من ولد آدم، لا إلى آدم وحواء. وقيل: الضمير راجع إلى الولد الصالح، وهو السليم الخلْق، فالمعنى: جعل له ذلك الولدُ شركاء. وإنما قال: «جعلا» لأن حواء كانت تلد في كل بطن ذكراً وأُنثى. قال ابن الأنباري: الذين جعلوا له شركاء اليهود والنصارى وغيرهم من الكفار الذين هم أولاد آدم وحواء. فتأويل الآية: فلما آتاهما صالحاً، جعل أولادُهُما له شركاء، فحذف الأولاد وأقامهما مقامهم كما قال: وَسْئَلِ الْقَرْيَةَ . وذهب السدي إلى أن قوله: فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ في مشركي العرب خاصة، وأنها مفصولة عن قصة آدم وحوّاء". (31)
10-
فَوَيْلٌ لِأَهْلِ الشَّامِ يَا وَيْلَ وَيْلِهِمْ ..... فَيَبْكُوا بِمَا يُبْكُو مِنَ الذُّلِّ وَالْحَزَنَا
11- يَحِلُّ لَهُمْ حَرْبٌ عَظِيمٌ مُدَمِّرًا ...... فَضَرْبَاتُهُ كَالرَّعْدِ تَهْتَزُّ أَرْضُنَا (1)

لعل الشيخ خص الشام بالذكر للحديث الصحيح ؛ قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " إِذَا فَسَدَ أَهْلُ الشَّامِ، فَلَا خَيْرَ فِيكُمْ، وَلَا يَزَالُ أُنَاسٌ مِنْ أُمَّتِي مَنْصُورِينَ ، لَا يُبَالُونَ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ " . (32)
وتأملوا إخوة الإسلام - يرحمكم الله - قول الحبيب - صلى الله عليه وسلم - : ((لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الدِّينِ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إِلَّا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لَأْوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللهِ وَهُمْ كَذَلِكَ)) . قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ وَأَيْنَ هُمْ؟ قَالَ: " بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ)) . (33)
ونقول : لم تقع الفتن والبلايا في الشام وغيرها من بلدان المسلمين إلا لابتعادهم عن شرع الله ؛ فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: أَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ، فَقَالَ: " يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ: لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا بِهَا، إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ، وَالْأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ، إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ، إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ، وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ، إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ " . (34)
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : «مَنَعَتِ الْعِرَاقُ دِرْهَمَهَا وَقَفِيزَهَا، وَمَنَعَتِ الشَّأْمُ مُدْيَهَا وَدِينَارَهَا، وَمَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا وَدِينَارَهَا، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ، وَعُدْتُمْ مِنْ حَيْثُ بَدَأْتُمْ» شَهِدَ عَلَى ذَلِكَ لَحْمُ أَبِي هُرَيْرَةَ وَدَمُهُ . (35) 

وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ، عَنْ رَسُولِ اللهِ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: " لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الْإِسْلَامِ عُرْوَةً عُرْوَةً، فَكُلَّمَا انْتَقَضَتْ عُرْوَةٌ تَشَبَّثَ النَّاسُ بِالَّتِي تَلِيهَا، وَأَوَّلُهُنَّ نَقْضًا الْحُكْمُ وَآخِرُهُنَّ الصَّلَاةُ . (36)
نسأل الله أن يعافينا من الفتن ما ظهر منها وما بطن ، وأن يلطف بالمسلمين في كل مكان ، وأن يردنا إلى دينه ردًا جميلا ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين .

 ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?57926-%E5%C7%E3-%CC%CF%C7-%D5%CD%C9-%E5%D0%C7-%C7%CA%E4%C8%C4
(2) المطابقة بين الشطرين ، وغالبا يكون في أوائل القصيدة ، أو عند الانتقال من فكرة إلى أخرى .
(3) الوتد المجموع : حركتان يليهما سكون) ، وانظر دروس في الصرف والعرض - د/علاء رأفت حفظه الله (1/143 ، 90)  .
(4) لإدراك المعنى لا بد من معرفة هذه المصطلحات 1- الرَّوِيُّ : وهو الحرف الذي بنيت عليه القصيدة أو الأرجوزة وتنسب إليه فيقال: لامية ودالية وهكذا ، ولا يكون هذا الحرف حرفَ مَدٍّ ولاهاءً، ويسمى الروي مطلقًا إن كان متحركًا ، ويسمى مقيدًا إن كان ساكنًا . 2- التوجيه: حركة ما قبل الروي المقيد . 3- سناد التوجيه: وهو اختلاف حركة ما قبل الروي المقيد. وانظر شرح النويري على الطيبة (1 / 37 : 41) . نقلا عن مقدمة تحقيق طيبة النشر لإسماعيل الشرقاوي .
(5) http://noor-alestiqamah.com/vb/showthread.php?p=56069

(6) رواه البخاري (81) (1/ 27) ومسلم (2671) (4/ 2056) .
(7)  رواه البخاري (80) (1/ 27) ، ومسلم (2671) (4/ 2056) .

(8) رواه البخاري (7121) (9/ 59) قال د/ مصطفى البغا : (دجالون) خلاطون بين الحق والباطل مموهون. والفرق بينهم وبين الدجال الأكبر أنهم يدعون النبوة وهو يدعي الإلهية. ولكنهم كلهم مشتركون في التمويه وادعاء الباطل الكبير وقد وجد كثير منهم ففضحهم الله تعالى وأهلكهم. (يقبض العلم) بموت العلماء. (تكثر الزلازل) خصص الزلازل والمراد كل ما يجري ذاك الزمن. (يتقارب الزمان) أي يتقارب من أهله في الجهل ويحتمل حمله على تعادل الليل والنهار دائما. (فيفيض) يزيد عن الحاجة كثرة كبيرة. قيل هو إشارة إلى ما وقع زمن عمر بن عبد العزيز. (يهم) يحزن. (أرب) حاجة. (يتطاول) أي كل من يبني بناء يريد أن يكون بناؤه أرفع وأضخم وأفخم من بناء غيره مفاخرة ورياء
(فذلك) أي فهذا الوقت. (كسبت في إيمانها خيرا) آمنت إيمانا صادقا وعملت بمقتضاه فلم ترتكب الكبائر وتصر عليها. / الأنعام 158 /(فلا يتبايعانه) لا يتمكنان من إمضاء عقد البيع. (لقحته) الناقة الحلوب. والقريبة العهد بالولادة. (يليط) يطين ويصلح. (أكلته) لقمته]
(9)  رواه البخاري (6037) (8/ 14) ، ومسلم (157) (4/ 2057) .
(10) رواه البخاري معلقاً بصيغة الجزم (5590) (7/ 106) ، ووصله البرقاني وغيره بأسانيد صحيحة  ، قال الشيخ شعيب الأرنؤوط - حفظه الله - : "وحديث أبي عامر وأبي مالك الأشعريين عند أبي داود (4039) ، وابن حبان (6754) ، والطبراني في "الكبير" (3417) ، والبيهقي 3/272 و10/221، وابن حجر في "تغليق التعليق" 5/17 و18 و19 و20، وعلقه البخاري (5590) : "ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف، ولينزلنَّ أقوام إلى جنب عَلَمٍ يَرُوح عليهم بسارحةٍ لهم، يأتيهم -يعني الفقير- لحاجة فيقولون: ارجع إلينا غداً، فيبيِّتُهم الله، ويَضَع العَلَم، ويمسخ آخرين قردةً وخنازيرَ إلى يوم القيامة" واللفظ للبخاري. وقال بعضهم: عن أبي عامر أو أبي مالك، على الشك". تحقيق المسند (22232) (36/ 565) .

[تعليق مصطفى البغا (الحر) الفرج وأصله الحرح والمعنى أنهم يستحلون الزنا ، (المعازف) آلات اللهو ،  (علم) جبل أو هو رأس الجبل ، (يروح عليهم) أي راعيهم ، (بسارحة) بغنم ، (فيبيتهم الله) يهلكهم في الليل ، (يضع العلم) يدك الجبل ويوقعه على رؤوسهم ،
(يمسخ) يغير خلقتهم ، (قردة وخنازير) يحتمل أن يكون هذا على الحقيقة ويقع في آخر الزمان ويحتمل المجاز وهو تبدل أخلاقهم ونفوسهم] .

(11) الإشاعة لأخبار الساعة للبرزنجي - (ت 1013 هـ) رحمه الله - (ص 282 : 284) ، وقد درسه وحققه أ/إبراهيم عبد المطلب عثمان كرسالة دكتوراة بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة / كلية الدعوة وأصول الدين / قسم العقيدة ، إشراف د/أحمد بن مرعي العمري - سنة 1427 هـ ، ولكن للأسف لم يتيسر لي الحصول إلا على فهرسهه ومقدمته ، فنرجو الله أن نظفر بهذا التحقيق الكبير .
(12) للتحميل :   http://saaid.net/book/13/5435.rar
 http://www.4shared.com/office/hOjlxhoPba/__online.html
(13) أول محاول للطيران عباس بن فرناس الأمازيغي الأندلسي (ت 887 هـ تقريبا) ، للمزيد تابع : http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%B9%D8%A8%D8%A7%D8%B3_%D8%A8%D9%86_%D9%81%D8%B1%D9%86%D8%A7%D8%B3
(14) أمثلة لأطول الرحلات :  http://abdullahdriaan.name/2012/04/27/longest_10_flights/
(15) رواه مسلم (155) (1/ 136) .  "القلاص جمع قلوص وهي من الإبل كالفتاة من النساء والحدث من الرجال ومعناه أن يزهد فيها ولا يرغب في اقتنائها لكثرة الأموال وإنما ذكرت القلاص لكونها أشرف الإبل التي هي أنقص الأموال عند العرب" كذا قال الشيخ محمد فؤاد عبد الباقي - (ت 1388 هـ) رحمه الله - في تعليقه على صحيح مسلم .
(16) حسن ، رواه أحمد (7083) (11/ 654) ، وابن حبان (5753) (13/ 64) ،  للمزيد انظرة مقال دلائل النبوة للسقار : http://www.saaid.net/Doat/mongiz/15-7.htm

(17) صحيح ، رواه أحمد (10943) (16/ 550) ، والبزار في مسنده (6216) (12/ 338) وغيرهما .
(18) لمزيد من التفاصيل راجع موقع الشيخ المنجد / 34618: من علامات الساعة تقارب الزمان : http://islamqa.info/ar/34618
(19) رواه البخاري (1037) (2/ 33) .  [تعليق مصطفى البغا] [ش الحديث في صورة الموقوف على ابن عمر رضي الله عنه وهو في الحكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم لأن مثله لا يقال بالرأي وقد جاء مرفوعا في الرواية التي ستأتي في كتاب الفتن
(بارك) من البركة وهي الزيادة والنماء وكثرة الخير. (شامنا ويمننا) هي البلدان المعروفة ببلاد الشام وبلاد اليمن. (نجدنا) ما ارتفع من بلاد العرب إلى أرض العراق. (قرن الشيطان) جماعته وحزبه] .

(20) [شرح محمد فؤاد عبد الباقي] [ (يوشك أهل العراق الخ) يوشك معناه يسرع وقد شرحت ألفاظ هذا الحديث في حديث أبي هريرة في 52 / 33 (ثم أسكت هنية) أسكت بالألف في جميع نسخ بلادنا وذكر القاضي أنهم رووه بحذفها وإثباتها وأشار إلى أن الأكثرين حذفوها وسكت وأسكت لغتان بمعنى صمت وقيل أسكت بمعنى أطرق وقيل بمعنى أعرض أما هنية فمعناها قليلا من الزمان وهو تصغير هنة ويقال هنيهة أيضا (يحثي المال حثيا) وفي رواية يحثو المال حثيا قال أهل اللغة يقال حثيت أحثي حثيا وحثوت أحثوا حثوا لغتان وقد جاءت اللغتان في هذا الحديث وجاء مصدر الثانية على فعل الأولى وهو جائز من باب قوله تعالى والله أنبتكم من الأرض نباتا والحثو هو الحفن باليد وهذا الحثو الذي يفعله هذا الخليفة يكون لكثرة الأموال والغنائم والفتوحات مع سخاء نفسه (لا يعده عددا) هكذا في كثير من النسخ قال في المصباح عددته عدا من باب قتل والعدد بمعنى المعدود وفي بعضها عدا فحينئذ يكون مصدرا مؤكدا] .
(21) حسن ، رواه أبو داود (4294) الحديث مختلَف في صحته أصلا ، ضعفه بعض أهل العلم بسبب عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان ، وهو ضعيف ، وقد عدَّ الذهبي هذا الحديث من منكراته ، كما في " ميزان الاعتدال " ( 4 / 265 ) ، وضعفه محققو مسند أحمد (36/352) ، وحسنه الحافظ ابن كثير والشيخ الألباني ، للمزيد : تابع :
http://islamqa.info/ar/120890 
(22) رواه البخاري (1591) (2/ 148) ، ومسلم (2909) (4/ 2232) . قال د/ البغا : (ذو السويقتين) تثنية سويقة وهي تصغير ساق أي الذي له ساقان ضعيفتان والتصغير هنا للتحقير أي ضعيف هزيل لا شأن له] . قلت : وهذا في آخر الزمان بعد قبض أهل الحق ورفع القرآن من الصدور كما روى نعيم بن حماد في الفتن (1685) (2/ 603) وسعيد بن منصور في التفسير (97) (2/ 335) وغيرهما ، وهو حديث حسن ، وفي الحديث «لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَكُونَ أَسْعَدَ النَّاسِ بِالدُّنْيَا لُكَعُ ابْنُ لُكَعٍ» أي كافر ابن كافر ، صحيح ، رواه الترمذي (2209) (4/ 493) وعبد الرزاق (20642) (11/ 316) وغيرهما ، وحينئذ لا يقال في الأرض الله الله كما روى مسلم (148) (1/ 131) نسأل الله أن لا يدركنا ذلك العصر ، وأن يحسن ختامنا على كلمة التوحيد بثبات ويقين .

(23) صحيح ، رواه أبو داود (4297) (4/ 111) وأحمد (8714) (14/ 332) وغيرهما .
(24) صحيح ، رواه ابن ماجه (4286) (2/ 1433) وأحمد (22156) (36/ 479) وغيرهما .
(25) صحيح ، رواه عبد الرزاق في جامع معمر بن راشد (20744) (11/ 361) ، ومسند أحمد (19492) (32/ 241) وغيرهما . وفي لفظ أبي يعلى : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ الْهَرْجَ» ، قَالَ: فَقُلْنَا: وَمَا الْهَرْجُ؟ قَالَ: فَقَالَ: «الْقَتْلُ» ، قَالَ: فَقُلْنَا: وَاللَّهِ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْعَامِ الْوَاحِدِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ أَلْفًا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، قَالَ:فذكره ... ، قَالَ: فَقُلْنَا: مَا الْمَنْجَى مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ: مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ مِنْهَا مَنْجًى إِنْ هِيَ أَدْرَكَتْنَا فِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا عَلَيْهِ السَّلَامُ، إِلَّا أَنْ نَخْرُجَ مِنْهَا كَيَوْمِ دَخَلْنَاهَا .  مسند أبي يعلى (7247) (13 / 222)، وفي صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تَذْهَبُ الدُّنْيَا، حَتَّى يَأْتِيَ عَلَى» النَّاسِ يَوْمٌ لَا يَدْرِي الْقَاتِلُ فِيمَ قَتَلَ، وَلَا الْمَقْتُولُ فِيمَ قُتِلَ " فَقِيلَ: كَيْفَ يَكُونُ ذَلِكَ؟ قَالَ: «الْهَرْجُ، الْقَاتِلُ وَالْمَقْتُولُ فِي النَّارِ» . مسلم (2908) (4/ 2231) .
(26) رواه البخاري (3176) (4/ 101) . [تعليق مصطفى البغا][ش (قبة) كل بناء مدور. (أدم) جلد مدبوغ. (اعدد ستا) من العلامات. (بين يدي الساعة) قدام قيامها ومن أشراطها القريبة منها. (موتان) موت كثير الوقوع بسبب طاعون أو نحوه. (كقعاص الغنم) داء يصيب الغنم فيسيل من أنوفها شيء فتموت فجأة. (استفاضة المال) كثرته وزيادته عن الحد المعتاد. (فتنة) تقاتل واضطراب في الأحوال. (هدنة) صلح. (بني الأصفر) هم الروم. (غاية) راية سميت بذلك لأنها غاية المتبع إذا وقفت وقف وإذا مشت مشى] .
(27) رواه البخاري (2927) (4/ 43) تعليق د/مصطفى البغا :  (أشراط الساعة) علامات قرب يوم القيامة. (ينتعلون نعال الشعر) يصنعون من الشعر نعالا وقيل معناه أن شعورهم طويلة إذا أسدلوها وصلت إلى أرجلهم كالنعال. (عراض الوجوه) وجوههم واسعة. (المجان) جمع مجن وهو الترس. (المطرقة) ألبست الأطرقة من الجلود وهي الأغشية جمع طراق وهي جلدة تقدر على قدر التُّرْس وتلصق عليها. شبه وجوههم بالترس لبسطها وتدويرها وبالمطرقة لغلظها وكثرة لحمها ونتوء وجناتها] ، للمزيد راجع : علامات الساعة الصغرى التي ظهرت وانقضت - الشيخ ندا أبو أحمد : http://www.alukah.net/sharia/0/73588/#_ftn11
(28) رواه مسلم (2922) (4/ 2239) . 
(29) رواه مسلم (2897) (4/ 2221) . [شرح محمد فؤاد عبد الباقي] (بالأعماق أو بدابق) موضعان بالشام بقرب حلب (سبوا) روي سبوا على وجهين فتح السين والباء وضمهما قال القاضي في المشارق الضم رواية الأكثرين قال وهو الصواب قلت كلاهما صواب لأنهم سبوا أولا ثم سبوا الكفار (لا يتوب الله عليهم أبدا) أي لا يلهمهم التوبة] .
(30) حسن ، رواه أحمد (6645) (11/ 224) ، وأبو بكر ابن أبي شيبة في مصنفه (19463) (4/ 219) وغيرهما، وكان أول من فتح القسطنطينية السلطان العثماني محمد الثاني الشهير بمحمد الفاتح أو أبي الفتح في : 26 ربيع الأوَّل - 21 جمادى الأولى 857هـ \ 5 نيسان (أبريل) - 29 أيَّار (مايو) 1453م ، ثم سميت بإسلامبول أي مدينة الإسلام بالتركية أو الأستانة أي عاصمة أو مركز السلطنة بالفارسية ، وكانت عاصمة الخلافة العثمانية ثم صارت إستانبول منذ القرن العاشر ، وهي مشتقة من الكلمة اليونانية البيزنطية "إستنپولين" (باليونانية: εἰς τὴν Πόλιν)، أو "إستانپولين" (باليونانية: εἰς τὰν Πόλιν) باللهجة الإيجيّة، التي تعني "في المدينة" أو "إلى المدينة".، للمزيد : http://ar.wikipedia.org/wiki/%D9%81%D8%AA%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%B7%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9
http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%A5%D8%B3%D8%B7%D9%86%D8%A8%D9%88%D9%84 
(31) زاد المسير لابن الجوزي (2/ 178) .
(32) صحيح ، رواه أحمد (15596) (24/ 362) ، والترمذي (2192) (4/ 485) وغيرهما . 

(33) صحيح رواه أحمد (22320) (36 / 656) ، والطبري في مسند عمر (2 / 823) وغيرهما ، ولفظ الطبري ((فهُم كالإناءِ بين الأَكَلةِ حتى يأتيَهم أمرُ اللهِ وهم كذلك)) . اللهم أيدهم بنصرك وزلزل أعداءهم ودمرهم تدميرا .
 (34) حسن ، رواه ابن ماجه (4019) (2/ 1332) ، والطبراني في مسند الشاميين (1558) (2/ 390) وغيرهما . [شرح محمد فؤاد عبد الباقي] [ش - (إذا ابتليتم) على بناء المفعول. والجزاء محذوف. أي فلا خير. أو حل بكم من أنواع العذاب الذي يذكر بعده. (وأعوذ بالله ان تدركوهن) جملة معترضة. (لم تظهر الفاحشة) أي الزنا. (بالسنين) أي بالقحط. (منعوا القطر) أي المطر. (عهد الله) هو ماجرى بينهم وبين أهل الحرب] .
 (35) رواه مسلم (2896) (4/ 2220) .
(36) صحيح ، رواه أحمد (22160) (36/ 485) وابن حبان (6715) (15/ 111) وغيرهما .

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©