موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة الأسئلة والفتاوى العلمية 47 هل يصح لإدريس السكت على الساكن قبل الهمز من طريق الدرة ؟

س 47 : من إخوة تونسي وكيني ومصري ، هل يصح لإدريس السكت على الساكن قبل الهمز من طريق الدرة ؟
ج 47 : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد ...
فقد قال الإمام ابن الجزري - (ت 833 هـ) رحمه الله - في الدُّرَّةِ المضية (1) :
37- وَحَقَّقَ هَمْزَ الْوَقْفِ وَالسَّكْتَ أَهْمَلَا
 وهو يعني بذلك أن خلفًا العاشر (2)  بتمامه خالف حمزة (3) في أنه لا يسكت على (أل) ، و(شيء) ، والساكن المفصول نحو : (منْ ءَامن) ، (كُلٌّ ءامن) ، وقد اختار ابن الجزري في تحبيره (4) طريقين لإدريس (5) ، وهما الْمُطَّوِّعِي (6) والْقَطِيعِيّ (7) ، وقد نصَّا - بناءً على ما حققه الإمام ابن الجزري ، وقرأ وأقرأ به من الطريقين الصغيرين - على التوسط في المتصل ، وقد ذكر ابن الجزري أيضًا مخالفة خلف العاشر حمزةَ في باب المد والقصر من الدرة ؛ فقال :
 22 - وَمَدَّهُمُ وَسِّطْ وَمَا انْفَصَلَ اقْصُرَنْ ... أَلاَ حُزْ وَبَعْدَ الْهَمْزِ وَاللِّيْنُ أُصِّلَا
 ومن خلال تتبع طرق إدريس وجدنا أن السكت لا يكون على إشباع المتصل ، ومعلوم أن إشباع المتصل ثابت لجميع القراء من الطيبة بخلف عنهم ، قال في الطيبة : 163-................ أَوَ اشْبِعْ مَا اتَّصَلْ
164 - لِلْكُلِّ عَنْ بَعْضٍ.....................
هذا عن بعض رواة القراء ، لكن العمل على إشباع المتصل لحمزة والأزرق وجها واحدا وأحد الوجهين للنقاش عن ابن ذكوان فقط ، قال ابن الجزري :
  162 - إِنْ حَرْفُ مَدٍّ قَبْلَ هَمْزٍ طَوَّلاَ ... جُدْ فِدْ وَمِزْ خُلْفاً وَعَنْ بَاقِي الْمَلاَ
163 - وَسِّطْ ................
، وإذ إنه لا إشباع في المتصل لخلف بتمامه من الدرة نقول لا سكت أيضًا من ذات الطريق ، كما حققه الشيخ الفاضل عمر شعراوي - جزاه الله خيرا - وغيره من أهل العلم (8) ، وذهب فريق آخر من العلماء إلى إثبات السكت لإدريس من طريق الدرة بناءً على ما ثبت في كتاب النشر عموما ، وعلى كل الأحوال الخلاف سائغ ، ولا داعي لإنكار فريق على آخر ، وقد قَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : «اقْرَءُوا القُرْآنَ مَا ائْتَلَفَتْ عَلَيْهِ قُلُوبُكُمْ، فَإِذَا اخْتَلَفْتُمْ فَقُومُوا عَنْهُ»(9) . وقال - صلوات الله وسلامه عليه - : "اقرؤوا كما عُلِّمتم" (10) ، نسأل الله أن يؤلف بين القلوب ، والحمد لله رب العالمين ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين ، والله أعلم .
          ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) وقد ذكر شرطه في أول النظم فقال : 8- وَرَمْزُهُمُ ثُمَّ الرُّوَاةُ كَأَصْلِهِمْ ... فَإِنْ خَالَفُوا أَذْكُرْ وَإِلاَّ فَأُهْمِلَا أي يذكر فقط ما يخالف فيه الإمام من الدرة أصله من الشاطبية ، فأصل أبي جعفر من الدرة هو نافع من الشاطبية ، وأصل يعقوب الحضرمي من الدرة هو  أبو عمرو من الشاطبية ، وأصل خلف العاشر من الدرة هو حمزة من الشاطبية .
(2) الإمام  أَبُو مُحَمَّدٍ خَلَفُ بْنُ هِشَامِ بْنِ ثَعْلَبٍ الْبَزَّارُ الكوفي - (ت 229 هـ) رحمه الله -  لُقِّبَ بالعاشر  ؛ لأنه يروي عن حمزة ، فلما استقل بنفسه باختيار ثابت عن شيوخه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العزة -سبحانه - قيل له خلف العاشر ؛ تمييزًا بين خلف الراوي وخلف القارئ .
(3) الإمام أَبُو عِمَارَةَ حَمْزَةُ بْنُ حَبِيبِ بْنِ عِمَارَةَ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْكُوفِيِّ الزَّيَّاتِ الكوفيُّ - (ت 156 هـ) رحمه الله - .
(4) انظر تحبير التيسير في القراءات العشر (1/ 181) ،  (1 / 267) ولم يتعرض لذكر سكت إدريس مطلقا في التيسير ولا في اختصاره "الدرة المضية" .
(5) أَبُو الْحَسَنِ إِدْرِيسُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ البغدادي الْحَدَّادُ - (ت 292 هـ) -،
(6) أَبُو الْعَبَّاسِ الْحَسَنُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ الْمُطَّوِّعِيُّ المقرئ المُعَمَّر - (ت 371 هـ) - على المشهور من كتاب "الْمُبْهِجِ فِي الْقِرَاءَاتِ الثَّمَانِ وَقِرَاءَةِ ابْنِ مُحَيْصِنٍ وَالْأَعْمَشِ وَاخْتِيَارِ خَلَفٍ وَالْيَزِيدِيِّ" تَأْلِيفُ الْإِمَامِ الْكَبِيرِ الثِّقَةِ الْأُسْتَاذِ أَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَعْرُوفِ بِسِبْطِ الْخَيَّاطِ الْبَغْدَادِيِّ - (ت 541 هـ) رحمه الله -، وهو يتضمن وجوهًا وطرقًا أُخَرَ .
(7) أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ الْحَنْبَلِيّ - (ت 368 هـ) رحمه الله - على المشهور من كتاب "الكِفَاية فِي الْقِرَاءَاتِ السِّتِّ" للإمام سِبْطِ الْخَيَّاطِ الْبَغْدَادِيِّ المذكور آنفًا . ، وهو يتضمن وجوهًا وطرقًا أُخَرَ ، ولعل ابن الجزري - رحمه الله - أثبت السكت في النشر ولم يثبته في التحبير ؛  اعتمادًا منه على شهرة طريق ترك السكت عن إدريس ؛ فأظهر النادر وسكت عن المشهور .
(8) للمزيد تايع الرابط :  
http://vb.tafsir.net/tafsir32718/#.VA8A_Fca4Sk
(9) رواه البخاري (5061) (6/198) ، ومسلم (2667) (4/2053).
(10) حسن ، رواه أحمد (832) (2 / 199) والبزار (449) (2 / 99) وغيرهما .

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©