موضوع عشوائي

آخر المواضيع

سلسلة الأسئلة 49 ما هو مصدر غضب ؟ ومصدر طبع ، طباعة ؟

بسم الله الرحمن الرحيم
س 49 : من أخ جزائري ، يقول : ما هو مصدر غضب ؟ ومصدر طبع ، طباعة ؟

ج 49 : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أفصح من نطق بالضاد بيد أنه من قريش ، وبعد ... 
فيقول الإمام محمد بن مكرم بن على، أبو الفضل، جمال الدين ابن منظور الأنصاري الرويفعى الإفريقى (ت 711هـ) : "غضب: الغَضَبُ: نَقِيضُ الرِّضَا. وَقَدْ غَضِبَ عَلَيْهِ غَضَباً ومَغْضَبَةً" . (1)
 قال : "وطَبع الشيءَ وَعَلَيْهِ يَطْبَعُ طبْعاً" (لسان العرب 8/ 232) ، وذكر بعض أهل اللغة أن لطبع أيضا مصدرا آخر ، وهو طِبَاعةً ، وهذا لم أره في معجم من معاجم القدامى ، ولكنه جائز ، ومنه الطَّبَّاعة : الآلة التي تطبع الورق ، والله أعلم (2) ، فائدة : الران يكون على القلوب فقط ، قال الله - سبحانه - (( كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) (المطففين 14) ، وكذا الأقفال ، قال - تعالى - ((أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)) (سورة محمد - صلى الله عليه وسلم - 24) ، والختم يكون على القلوب والأسماع فقط ، قال - جلت كلماته - ((أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ)) (الجاثية 23)  ، ولذلك يلزم الوقف على ((ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم)) بالبقرة ، والطبع على الثلاثة (القلوب والأسماع والأبصار) عياذًا بالله كما في آية (النحل 108)  : ((أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ))  ، قال ابن منظور:  "وَيُقَالُ: طبَع اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ، نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْهُ، أَي خَتَمَ فَلَا يَعِي وَغَطَّى وَلَا يُوَفَّقُ لِخَيْرٍ. وَقَالَ أَبو إِسحاق النَّحْوِيُّ: مَعْنَى طَبَعَ فِي اللُّغَةِ وَخَتَمَ وَاحِدٌ، وَهُوَ التغْطِيةُ عَلَى الشَّيْءِ والاسْتِيثاقُ مِنْ أَن يَدْخُلَهُ شَيْءٌ ، قَالَ ابْنُ الأَثير: كَانُوا يَرَوْنَ أَن الطَّبْعَ هُوَ الرَّيْنُ، قَالَ مُجَاهِدٌ: الرَّيْنُ أَيسر مِنَ الطَّبْعِ، وَالطَّبْعُ أَيسر مِنَ الإِقْفالِ، والإِقْفالُ أَشدّ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ، هَذَا تَفْسِيرُ الطَّبْعِ، بإِسكان الْبَاءِ، وأَما طَبَعُ الْقَلْبِ، بِتَحْرِيكِ الْبَاءِ، فَهُوَ تَلْطِيخُهُ بالأَدْناس، وأَصل الطبَع الصَّدَأُ يَكْثُرُ عَلَى السَّيْفِ وَغَيْرِهِ. " . (3) ، وقال الإمام أبو هلال الحسن بن عبد الله بن سهل بن سعيد بن يحيى بن مهران العسكري (ت نحو 395هـ): "الْفرق بَين الْخَتْم والطبع أَن الطَّبْع أثر يثبت فِي المطبوع وَيلْزمهُ فَهُوَ يُفِيد من معنى الثَّبَات واللزوم مَا لَا يفِيدهُ الْخَتْم وَلِهَذَا قيل طبع الدِّرْهَم طبعا وَهُوَ الْأَثر الَّذِي يؤثره فَلَا يَزُول عَنهُ  كَذَلِك أَيْضا قيل طبع الأنسان لِأَنَّهُ ثَابت غير زائل وَقيل طبع فلَان على هَذَا الْخلق إِذا كَانَ لَا يَزُول عَنهُ وَقَالَ بَعضهم الطَّبْع عَلامَة تدل على كنة الشَّيْء قَالَ وَقيل طبع الْإِنْسَان لدلالته على حَقِيقَة مزاجه من الْحَرَارَة والبرودة قَالَ وطبع الدِّرْهَم عَلامَة جَوَازه" . (4) . والله أعلم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) لسان العرب (1 / 648) .
(2) (انظر معجم اللغة العربية المعاصر-د/أحمد مختار عمر ، ومعجم الغني -  د/عبد الغني أبو العزم).
(3) (بتصرف من لسان العرب 8/ 232) .
(4) (بتصرف من الفروق اللغوية 1 / 73) . 


الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©