موضوع عشوائي

آخر المواضيع

نصائح لطلاب العلم والدعاة إلى الله 1 ، 2 ، 3 ، 4

  بسم الله الرحمن الرحيم
النصيحة الأولى :
انتبهوا يا دعاة الإسلام ومعلمي القرآن والخير إلى ما يحبط أعمالكم ويمزق دينكم من حيث لا تشعرون ، وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "مَا ذِئْبَانِ جَائِعَانِ أُرْسِلا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ الْمَرْءِ عَلَى الْمَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ" . رواه الترمذي ومالك وغيرهما . ينبغي على معلم الناسِ الخيرَ أن يتفقد قلبه في كل لحظه ، ويضع نصبَ عينيه الحديث "تعلمت ليقال عالم وقد قيل ، قرأت ليقال قارئ وقد قيل" . ألا هل بلغت نفسي وإخواني وأخواتي ؟! اللهم فاشهد .
النصيحة الثانية :
 تقرر لدى العلماء والعقلاء أن "عدم الوجدان ليس دليلا على عدم الوجود" ، مثال : أنت لم تذهب إلى أمريكا ، فليس معنى عدم رؤيتك إياها أنها غير موجودة ، لماذا ؟! لأن هناك من سافر إليها ورءاها ، وفي عصرنا هذا رأينا بعض الناس سامحهم الله يطعنون في بعض الشيوخ ، ويزعمون أنهم لم يقرؤوا القرآن كاملا على فلان أو علان أو لم يدرسوا علم كذا أو لم يتحصلوا على كذا ......ومن ثَمَّ فهم كذابون وغشاشون ومدلسون ...إلخ من هذه التهم المعلبة .
 لماذا ؟! يقولون : لأن سنهم صغيرة أو لأننا لم نرَهم وهم يحصلون هذه العلوم ؟! ونقول لهم : هل لازمتم هؤلاء الشيوخ مذ ولدوا حتى الآن ؟! أم أنكم تستكثرون عليهم شيئا من فضل الله ؟!  ((وما كان عطاء ربك محظورًا)) (الإسراء 20) ، ((أم يحسُدون الناس على ما آتاهم الله من فضله)) (النساء 54) ، ولله دَرُّ من قال :
كل العداوات ترجى إزالتها ... إلا عداوةَ من عاداك عن حسدِ
أذكر أن أحد الإخوة كان يقرأ القرآن عليَّ ، ثم جالس شخصا ذات يوم واستعرضا سيرتي الذاتية ، وهي مشرفة بفضل الله ولا فخر "وأما بنعمة ربك فحدث" فإذا بالشخص الآخر يقول له : "متى درس كل هذا وحصل عليه ؟!" ، فألقى الشيطان في نفسيهما أني كاذب ومدعي ، فتوقف الأخ عن القراءة عليَّ ، وأنا لا يشغلني شيء من هذا الهُرَاء ، وحسبي الله ونعم الوكيل ، فقط أقول لكل من يقرأ هذه السطور :
1 / الأصل في المسلم الصدق ، ومن أراد أن يزور شيئا فهو ظالم ، وستعجل عقوبته في الدنيا تصديقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم : "ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا ، مع ما يدخر له في الآخرة مثلُ البغي وقطيعة الرحم" . صحيح ، رواه أبو داود والترمذي وغيرهما .
2 / قال الله تعالى ((ويلٌ يومئذ للمكذبين)) (المرسلات 15 ، 19 ، 24 ، 28 ، 34 ، 37 ، 40 ، 45 ، 47 ، 49) ، (المطففين 10) ، وقال عًزَّ مِن قائل : ((بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه ولما يأتهم تأويله كذلك كذب الذين من قبلهم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين)) (يونس 39) ؛ فلا تسارع بتكذيب ما لم تعرف ، ولا تكذب واحدا من الناس ، أقول الناس عموما ، تبين وتثبت أولا قبل أن تشيع التهم في إخيك ، فإن كان غير مسلم فتلك مصيبة ، ولو دعا عليك استجيبت دعوته ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((إياكم ودعوة المظلوم ، وإن كان كافرا ، فإنه ليس لها حجاب دون الله)) . حسن ، رواه ابن معين وأحمد وغيرهما .
وأما إن كان المتهَمُ مسلمًا فالمصيبة أعظم ، والقيامة الموعد ، وعند الله تجتمع الخصوم .
 3 / التوفيق إلى الخير لم يذكر في القرآن إلا مرة واحدة ، وهو قول شعيب خطيب الأنبياء عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام :
((وما توفيقي إلا بالله)) (هود 88) ؛ فالتوفيق كأخيه الإخلاص عزيز ، ولكنه ممكن ؛ فاتقوا وفكروا قبل أن تؤذوا المؤمنين والمؤمنين بغير ما اكتسبوا ، ((والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتانا وإثمًا مبينًا)) (الأحزاب 58) .
4 / ونصيحتي لمن وقع عليه ظلم من هذا أن يتقبل هذه المنحة الإلهية : ((ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات)) والمكافأة لمن ؟!
((وبشر الصابرين . الذين إذا أصابتهم مصيبة)) وعبر بـ (إذا) التي تدل على أغلبية الوقوع خلافا لـ (إن) التي تدل على الشك ، ((إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون . أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)) (البقرة 155 : 157) .
اصبر على كيد الحسود فإن صبرك قاتله ... فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله
5 / قال ابن تيمية رحمه الله : "ما عاملت من عصى الله فيك بأفضلَ من أن تطيع الله فيه" ، فإياكَ أن تظلم من ظلمك ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : "أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك" . صحيح ، رواه أبو داود والترمذي وغيرهما .
 نسأل الله أن يحفظنا ومن يقرأ هذه السطور ويصرف عنا كيد الحُسَّاد والفجار ، ونعوذ بالله من طوارق الليل والنهار إلا طارقًا يطرق بخير يا رحمن ، وأن يهدي الحاسدين ويُقَنِّعَهُم بما آتاهم ، والحمد لله أولا وآخرا ، وصلِّ اللهم وسلِّم وبارك على سينا محمد وآله وصحبه أجمعين .
النصيحة الثالثة :
طلاب لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب ، منهم من يطلب حضور دورة ما ثم يتراجع ويحذف معرف سكايب ويغادر المجموعة بدون سلام ولا كلام ، هل ممكن أن يكون هؤلاء درسوا أو قرؤوا آداب طالب العلم ، الأخ الكريم أو الأخت الكريمة سألتني عن الانضمام للدورة فأضفتك ، ثم غادرت المجموعة ، وحذفت المعرف ، أقل ما في الأمر إن أردت أن لا تحضر أو أردت حذف المعرف أن تستأذن من الشخص الذي تواصلت معه ، وإن رأيت منه سوءا أن تنصحه ، ألم يقل رسول الله صلى الله عليه وسلم "الدين النصيحة" ؟! وقال : "حق المسلم على المسلم خمس أو ست ، ومنها : إذا استنصحك فانصح له"  ، لاسيما إن كان في مجال العلم ، أرجو أن تتقبلوا النصيحة بصدر رحب ، كما أسأل الله أن يؤتي نفوسنا تقواها ، وأن يزكيها هو خير من زكاها ، وفقكم الله ونفع بكم . والسلام عليكم .
النصيحة الرابعة :
من عجائب التعليم عن بعد : السطحية وتسرع الطلاب في الحكم على الأشياء ، قال الله تعالى ((خلق الإنسان من عجل)) (الأنبياء 37) ، وقال سبحانه : ((وخلق الإنسان عجولا)) (الإسراء 11) .
 إذا رأى الطالب إعلانا عن دورة ولمح من بعيد أو قريب كلمة رسوم مالية ، لا يكمل قراءة الموضوع ، ويقول ليس لدي رسوم ، وبالتالي لن أشارك ، وقد يدرك المتأني بعض حاجته ... وقد يكون مع المستعجل الزللُ ، رغم أنه ربما تكون الرسوم رمزية جدا لتغطية تكاليف الدورة ، أو ربما يكون مكتوبا في الإعلان "مجانا لغير القادرين"  ، بل وربما يكون الطالب يدفع أضعاف أضعاف ثمن الاشتراك في وجبة يأكلها أو سَفْرَة ينجزها ، أو يدفع أموالا طائلة في جلب المدرسين إلى البيت لتعليم أبنائه (والسعر بالحصة) ، أو في التنمية البشرية (بآلاف الجنيهات أو الدولارات) ، المهم ما دام الموضوع علمًا شرعيا أو لغة عربية ، وفيه فلوس . لا لا لا لا لا ، وآلاف اللاءات ؛ لأنه لا يريد الاشتراك أو التعلم عبر الإنترنت إلا مجانا free  ، فيتسرع ويحذف حساب صاحب الإعلان ؛ لأنه في نظره إنسان مادي ، ولعله يطلب شيئا من هذا العلم الذي ضيعه بضغطة ماوس (الفأرة باللغة العربية) بعد ذلك بمال كثير أو سفر شاق ، وفي النهاية لا يصل إلا ما فات بسهولة ويسر كما ذُلِّلَ له عبر الإنترنت  ؛ لأن الحياة فرص ، فمغامر ومؤمل
 فاز باللذات كل مغامر ... خاب بالحسرات كل مؤمِل
 والسبب في هذا الفوات بسيط جدا ، وهو أن الكمبيوتر الذي بين يديه يعمل مجانا free  ، وبالتالي يكون كل ما يسمع منه أو يشاهد مجانا free  ، هذا مثال .
 هناك أشخاص آخرون يعدون بدفع الاشتراك لكن بصورة لذيذة جدا ، وهي أن يقول : إذا ربنا سهل أدفع إن شاء الله ما تيسر ، وكأن القائمين على الدورة يتسولون الناس ، وآخرون أو أخريات ، يقولون : إن شاء الله أنا مشترك وسأدفع ، فقط أعطني المعلومات ؛ لبيان كيفية الإرسال ، وتتم الدورة ، ولا يدفع شيئا ، ولا حتى يعتذر عن عدم الدفع لظروف طرأت عليه ، كلا ...  وإنما يتواصل من جديد وكأن شيئا لم يكن .
 أختم بهذا الموقف البطولي : أحد الإخوة اشترك في برنامج للتعليم بمبلغ رمزي جدا ، ومرت الشهور ولم يدفع شيئا ، ولم يحضر ولم يكن التقصير من الشيخ ، فلما تواصل مع الشيخ قال له : أريدك أن تكون رجلا في كلمتك ، فذهب في الحال وأرسل المبلغ ، فكبر في عين الشيخ ، وما يزال يتواصل معه إلى الآن ، ولعله يقرأ هذه السطور الآن معكم ، فقط أرجو منه ألا يعلق على المنشور ؛ لأنه رجل والرجال قليل ، يا طلاب العلم عبر الإنترنت كونوا رجالا ، أو أبطالا ، ولا تقولوا كلامًا وترجعون عنه كالصبية الصغار . ودمتم سالمين .

الكــاتــب

    • مشاركة

ليست هناك تعليقات:

جميع الحقوق محفوظة لــ مَقْرَأَةُ الدُّرَّة الْمُضِيَّة العالمية للعلوم العربيّة والإسلاميّة 2019 ©